د . أ ، امرأة متزوجة تبلغ من العمر 27 عاما تعيش في مخيم طولكرم مع زوجها وابنائها الذين يبلغ عددهم اربعة وتترواح أعمارهم بين 6 سنوات و سنة ونصف ، تسرد معاناتها اليومية التي تتعرض لها في ظل الاجتياحات الإسرائيلية المتكررة للمخيم ، لا سيما وأن منزلها يقع في منطقة تعتبر بؤرة خطر دائم ,،تقول إنهم يعيشون على وقع أصوات الطلقات النارية ، ويتعرضون للاختناق جراء كثافة الغاز المسيل للدموع .
بتاريخ 12\ فبراير \ 2025 ، وبعد منتصف الليل ، تعرض منزل السيدة د. أ الى مداهمة ليلية من قبل عدد كبير من جنود الاحتلال الاسرائيلي ، وتم طردهم من المنزل بشكل فوري دون السماح لهم باصطحاب ما يلزمهم من الحاجات الضرورية لها ولأطفالها في ظل البرد القارس .
تقول لنا السيدة د . أ :
" منذ تلك الليلة لا أعرف ما حل بمنزلي . هل فجروه ؟ هل حرقوه ؟ هل دمروه ؟ ، لا أحد يعلم الإجابة "
حيث قام الجيش بمنع الوصول إليه وعدم السماح لأي شخص بدخوله ، لجأت مع عائلتها إلى أقارب لمدة أسبوعين عاشوا خلالهما في ظروف مهينة معتمدين على التبرعات ، ثم تمكن زوجها من تأمين غرفة صغيرة لهم في إحدى الجمعيات ،لكنها تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة. يتم الحصول على وجبة غذائية واحدة فقط خلال اليوم ، وانقطع أحد أبنائها عن دراسته لعدم توفر المستلزمات الاساسية لمتابعة تعليمه .
الأثر النفسي كان بالغاً ؛ الخوف يحيط بالأطفال من كل اتجاه ، وأصيب بعضهم بالتبول اللإرادي . أما الأم ، فباتت تبكي بصمت في جوف الليل ، تخفي دموعها عن أطفالها وزوجها حتى لا تنهار أمامهم.
تقول : " أنا الأم والداعم ، ليس لدي من يدعمني ، أصبحت امرأة من حجر ... لا خيار لي سوى الصمود "