عندما يحرق المستوطنون قلبك

10 أبريل 2023

تسكن جميلة ضميدي بلدة حوارة الواقعة جنوب مدينة نابلس،تبعد عنها (12) كم تقريبا، يبلغ عدد سكان البلدة (7400)تقريبا،اما مساحتها تقدر (8500) دونم ، تقع من جهة الجنوب للبلدة "مستوطنة يتسهار"الاسرائيلية والتي اقيمت على اراض مصادرة للبلدة اضافة الى اراض بلدات مجاورة .

أنا جميلة محمود ضميدي ، أبلغ من العمر"تسعة وخمسون" عام، عندي خمسة اولاد (اكبرهم شذا-36عام، اصغرهم رضوان-26عام) جميعهم متزوجون ويعيشون في منزلهم المجاورة لبيتي، اسكن مع زوجي ووالدته المسنة.

بتاريخ (27/2/2023) عند الساعة السادسة مساء تقريبا ، بينما كنت أعد طعام العشاء لزوجي لتناوله بعد عودته من عمله في مدينة نابلس ، سمعت اصواتا قوية تاتي من الشارع الرئيسي للبلدة خرجت لمعرفة ما الامر لكنني اصبت باختناق شديد من شدة رائحة الغاز المسيل للدموع كما انني لم استطع رؤية امامي من شدة وقوة الغاز ، في تلك الاثناء اخذت احدى زوجات اولادي تصرخ بي : " ارجعي بسرعة الى المنزل هناك خلف السور اعداد كبيرة من المستوطنين ."

نظرت حينها اذ بمستوطن يتسلق السور لينزل الى ساحة المنزل ، دخلت المنزل بسرعة واخذ المستوطنين يرشقون البيت بالحجارة والمواد الحارقة، صعدت فورا الى الطابق العلوي واخذت اغلق الاباجور خوفا على الزجاج من الحجارة، في تلك الاثناء قام احد المستوطين بالقاء الحجارة نحو الشباك قبل ان اتمكن من اغلاقه وكاد الزجاج والحجارة ان تصيبني لو لم انبطح ارضا.

نزلت فورا الى اسفل لاطمئن على والدة زوجي المريضة والتي تعاني من شحنات كهرباء فوجدتها ملقاة على الارض لكن لم اتمكن من رفعها لانني اعاني من زراعة عدد شبكات، اتصل ابني عمار البالغ من العمر "خمسة وثلاثون " عام بي بعد ان اخبرته زوجته بالامر واخذ يطمانني وانهم سوف ياتون فورا، خفت كثيرا عليهم من المستوطنين بالخارج، بعد مرور نصف ساعة تقريبا، وصلوا المنزل مشيا على لاقدام لان الطرق مغلقة تماما، لكن زوجي بقي داخل السيارة لانه يعاني اعاقة حركية ومنع الجيش دخول السيارة الى المنزل .

عندما دخل اولادي المنزل اشتدت هجمات المستوطنين واخذوا يلقون كرات حارقة باكياس بلاستيكية عنما تقع تنفجر وتحدث حريقا، اصابت احدى الكرات (ديوانية ) المضافة المكونة من غرفة واسعة تحتوي (مطبخ صغير، حمام) اضافة الى احراق جلسة خارجية ، وكان المستوطنين ينتشرون داخل ساحة المنزل برفقة الجنود بعد ان تمكنوا من تسلق السور واخذوا يلقون بكل شيء كالاحذية والكراسي على النار، كنت اشاهدهم من خلف شباك المطبخ.

صعد اولادي الى سطح المنزل ليحاولوا اخافة المستوطنين وارغامهم على مغادرة المنزل بعد ان شاهدوا النيران تلتهم السيارة والمضافة، لكن حجارة المستوطنين اصابتهم باقدامهم وايديهم، جن جنون ابني عمار عندما سمع صوت صغاره يبكون والسارة تحترق، نزل فورا واخذ يصرخ بالجنود :"اريد الذهاب الى اولادي امنع المستوطنين من القاء الحجارة "اجابه الجندي :"انا جئت لاقول لك ادخل"، خرج ابني مسرعا وانا اصرخ خوفا عليه، اصابته الحجارة لكنه ضل مسرعا الى ان وصل بيته، من شدة الخوف اصبت بالاغماء ولم اعلم ما حصل، و لكن بعد وصول المسعفين استيقظت وكان المستوطنين قد غادروا المكان بعد مرور ثلاث ساعات من وقت الحدث، تاركين خلفهم النيران تلتهم المضافة ولم نتمكن من اخماد الحريق لان جنود الاحتلال لم يسمحوا للدفاع المدني بالوصول الى المكان، كنت ارتجف وشعرت بالتعب والارهاق اصبحت انسى كل شي واعاني التوتر والاعصاب، اخاف كلما سمعت صوتا واقول في نفسي انهم المستوطنين، اكثر ما عز عليه مطرزاتي التي صنعتها بيدي واحتفظت بها منذ ايام دراستي وبقيت سنين طويلة ولنني علقتها من اشهر في المضافة التي احترقت فاحترق عليها قلبي.

 

اقرأ ايضا في اصوات نسائية: عنف المستوطنين