مسقط - 9 ديسمبر 2024: أكدت السيدة رندة سنيورة، المديرة العامة لمركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي، خلال مشاركتها في مجموعة العمل الخاصة بالتمكين الاقتصادي في اجتماع رفيع المستوى حول التقدم المحرز في تنفيذ إعلان ومنهاج عمل بيجين +30، أهمية مراجعة رزمة التشريعات ذات الصلة بتمكين النساء اقتصاديًا. وأشارت إلى أن هذه المراجعات لا يجب أن تقتصر على قانون العمل فقط، بل تشمل قوانين الضمان والتأمينات الاجتماعية، وقوانين الأسرة والأحوال الشخصية، حيث أن العديد من الحقوق المرتبطة بالتمكين الاقتصادي، مثل الأموال المشتركة والميراث، تتطلب تعديلات تعزز العدالة والمساواة.
منهاج عمل بيجين: إطار عالمي لحقوق المرأة
أشارت سنيورة إلى أن إعلان ومنهاج عمل بيجين، الذي اعتمد في عام 1995، يمثل أحد أهم الوثائق العالمية لتعزيز حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين. وأوضحت أن مرور ثلاثين عامًا على اعتماد هذا الإطار يمثل فرصة لتقييم الإنجازات والتحديات، خاصة في السياق الفلسطيني الذي يواجه عقبات استثنائية نتيجة الاحتلال الإسرائيلي وحرب الإبادة الجارية في قطاع غزة. وشددت على أهمية ترجمة الأهداف الاستراتيجية للمنهاج إلى سياسات وطنية وبرامج تنفيذية تراعي الواقع الخاص للمرأة الفلسطينية.
دعم الانضمام لاتفاقية العمل 190
دعت سنيورة الحكومات إلى الانضمام لاتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 190، التي تعالج قضايا العنف والتحرش في أماكن العمل، مؤكدةً أن هذه الخطوة ضرورية لضمان بيئة عمل آمنة للنساء. وأضافت: "خلق بيئة عمل آمنة يشجع النساء على دخول سوق العمل، وزيادة نسبة مشاركتهن فيه، ما يسهم في تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة الفلسطينية."
التخفيف من الأعباء الرعائية غير مدفوعة الأجر
سلطت سنيورة الضوء على أهمية معالجة الأعباء الرعائية غير مدفوعة الأجر التي تتحملها النساء، ودعت الحكومات إلى الاستثمار في البنية التحتية للاقتصاد الرعائي، مثل إنشاء مراكز رعاية الأطفال وكبار السن، مما يخفف من الضغوط الملقاة على عاتق النساء. وأكدت أن مثل هذه الاستثمارات لا تسهم فقط في تحسين جودة الحياة للنساء، بل تعزز من مشاركتهن في سوق العمل.
رؤية شاملة للتمكين الاقتصادي
أكدت سنيورة أن تمكين المرأة الفلسطينية اقتصاديًا يتطلب استراتيجيات شاملة ومتكاملة، تشمل مراجعة السياسات والتشريعات، وضمان بيئة عمل آمنة، وتخفيف الأعباء الرعائية. كما شددت على أهمية وضع سياسات تدعم تحقيق المساواة بين الجنسين، وتراعي احتياجات النساء في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
واختتمت سنيورة بالإشارة إلى أن إعلان بيجين +30 يشكل دعوة للتفكير الجماعي والعمل المشترك لتحقيق عالم تسوده المساواة والعدالة للنساء في كل مكان، مع التأكيد على ضرورة استجابة السياسات لاحتياجات النساء في السياق الفلسطيني المعقد.