في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وانطلاقًا من فعاليات حملة الـ16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة، التي تُطلق سنويًا في الفترة بين 25 نوفمبر (اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة) و10 ديسمبر (اليوم العالمي لحقوق الإنسان) بهدف رفع الوعي حول العنف ضد النساء والفتيات وتعزيز الجهود العالمية لإنهاء كافة أشكاله، يُسلط مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي الضوء على المعاناة المضاعفة التي تواجهها النساء الفلسطينيات. فهن يعشن تحت وطأة عنف الاحتلال الإسرائيلي المتمثل في حرب إبادة مستمرة، وحصار خانق، واقتحامات متكررة، إلى جانب العنف المجتمعي الذكوري المدعوم بثقافة أبوية وقوانين تمييزية.
في قطاع غزة، الذي يعيش تحت وطأة حرب إبادة وحصار ممتد لأكثر من 17 عامًا، تتحمل النساء العبء الأكبر. أكثر من 16 ألف امرأة فقدن حياتهن جراء القصف الإسرائيلي الذي دمر الأحياء السكنية وشرد الآلاف. تواجه الناجيات أوضاعًا إنسانية كارثية، حيث يفتقرن إلى الغذاء والمأوى والرعاية الصحية، بينما يعاني أكثر من مليوني فلسطيني، بينهم النساء والأطفال، من نقص حاد في وسائل التدفئة والغذاء مع اقتراب فصل الشتاء.
النساء ذوات الإعاقة في قطاع غزة يواجهن تحديات خاصة في ظل غياب الخدمات الأساسية التي تلبي احتياجاتهن، مما يفاقم معاناتهن ويزيد من هشاشة أوضاعهن الإنسانية.
في سجون الاحتلال الإسرائيلي، تواجه الأسيرات الفلسطينيات أوضاعًا قاسية تنتهك كافة القوانين الدولية. يعانين من التعذيب الجسدي والنفسي، والعنف الجنسي، والإهمال الطبي المتعمد، والتجويع، والحرمان من العلاج والأدوية الأساسية. تُمنع الأسيرات من حقوقهن الأساسية كالتواصل مع عائلاتهن، كما يعشن في ظروف غير إنسانية تهدف إلى كسر صمودهن وتقويض نضالهن.
في الضفة الغربية، تتعرض النساء الفلسطينيات لعنف يومي جراء الاقتحامات المتكررة للمخيمات والمدن الفلسطينية، والقتل المتعمد، وتدمير البنية التحتية، والتهجير القسري. كما تُعاني النساء في مناطق "ج" من سياسات الهدم والتهجير التي تفرضها قوات الاحتلال على سكان هذه المناطق، ما يزيد من معاناتهن الاجتماعية والاقتصادية.
العنف المجتمعي: تحدٍ آخر للنساء الفلسطينيات
لا تقتصر معاناة النساء على العنف الناتج عن الاحتلال، بل تمتد إلى العنف المجتمعي المدعوم بثقافة ذكورية أبوية وقوانين تمييزية. تواجه النساء تحديات تتعلق بالتمييز في القوانين والسياسات التي تؤثر على حقوقهن في مختلف المجالات، مما يعمق من تهميشهن ويُضعف فرصهن في تحقيق العدالة والمساواة، ويحد من مشاركتهن الفاعلة في بناء مجتمعات عادلة ومستدامة.
في ظل هذه الأوضاع المأساوية، يدعو مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي إلى:
إن النساء الفلسطينيات يجسدن صمودًا استثنائيًا في مواجهة الاحتلال والعنف المجتمعي. دعمهن وحمايتهن هو جزء لا يتجزأ من نضال الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والكرامة.
مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي
25 نوفمبر 2024