مركز المرأة يعقد ندوة الكترونية بعنوان بعنوان "المجاعة المفتعلة في غزة وتأثيرها على النساء"،

  • الرئيسية
  • الأخبار
29 يوليو 2025

رام الله | 24 تموز 2025: نظّم مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي ندوة الكترونية بعنوان "المجاعة المفتعلة في غزة وتأثيرها على النساء"، وذلك في إطار جهوده المستمرة للضغط من أجل إدخال المساعدات الإنسانية والغذاء إلى قطاع غزة.

يأتي هذا اللقاء في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في منع دخول المساعدات واستخدام التجويع كسلاح حرب، في انتهاك صارخ لكافة القوانين الدولية، والقيم الأخلاقية، والمبادئ الإنسانية، والأديان، وحتى الأعراف المتفق عليها بين الشعوب.

ناقشت الندوة موضوع المجاعة التي تعانيها غزة نتيجة الحصار الاسرائيلي المتواصل منذ بدء حرب الإبادة خصوصا منذ مارس 2025، مع التركيز على تداعياتها المباشرة على النساء وأسرهن. كما استعرضت الجلسات كيف تستخدم المجاعة كأداة حرب وانتهاك للقانون الدولي الإنساني، خصوصا استخدام المؤسسة الأمريكية  المسماة مؤسسة غزة "الإنسانية" المساعدات كحقل للإعدامات للرجال وللنساء  والأطفال على حد سواء حيث أعدمت منذ بدء عملياتها في مايو أكثر من 1200 فلسطيني وفلسطينية منهم أطفال.

تضمنت الندوة كلمة افتتاحية من السيدة رندة سنيورة، المديرة العامة لمركز المرأة، أشارت فيها إلى أن ما يجري في غزة هو تجويع ممنهج يُستخدم كسلاح لإخضاع السكان المدنيين، وأكدت على أن النساء يتحملن العبء الأكبر من هذه السياسات الوحشية، سواء من خلال فقدان أبنائهن أو عجزهن عن توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة لأسرهن.

شاركت في الندوة خمس نساء من قطاع غزة، تحدّين الظروف القاسية وانعدام الأمان للوصول إلى أماكن تتوفر فيها شبكة الإنترنت، فقط من أجل إيصال أصواتهن إلى العالم. حملت شهاداتهن مشاعر الغضب، والحزن العميق، والانكسار اليومي، حيث تحدّثن عن عجزهن في تأمين الغذاء لأطفالهن، وحمايتهم من القصف، والتجويع، والمياه الملوثة.

من بين المتحدثات، أم العبد، في نهاية عقدها الخامس، روت كيف أُطلق النار عليها أثناء محاولتها الحصول على مساعدات غذائية من قبل ما يُعرف بـ "مؤسسة غزة الإنسانية". أما المحامية سعدية قويدر، فقد عرّفت عن نفسها كمحامية، لكنها قبل كل شيء وصفت نفسها ب "أم عاجزة عن حماية أطفالها أو إطعامهم". تحدّثت عن معاناتها اليومية في محاولة تأمين طعام يسد جوعها وجوع أبنائها.

كما عبّرت صفد القيشاوي، الباحثة الميدانية في مركز المرأة، عن قلقها المزمن على سلامة طفلاتها، وخوفها الدائم على زوجها الذي يخاطر بحياته يوميًا في سبيل تأمين لقمة العيش، وقد نجا من الموت في عدة مناسبات خلال محاولاته الحصول على الغذاء.

وشاركت في الندوة كذلك الدكتورة رواء ناصر، وهي أخصائية نسائية وتوليد وجراحة في مستشفى الحلو، حيث سلّطت الضوء على التدهور الخطير في صحة النساء الحوامل، مشيرة إلى أن المستشفى يسجّل ما يقارب عشر حالات إجهاض يوميًا، وهو رقم غير مسبوق يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع، إلى جانب الارتفاع الحاد في عدد الولادات المبكرة والحاجة المتزايدة للحضّانات دون توفر الإمكانيات اللازمة، كما سلطت الضوء على انعدام الرعاية الطبية السابقة للنساء قبل وبعد الولادة، وارتفاع معدلات الصدمات النفسية واكتئاب ما بعد الولادة.

كما شاركت في الندوة الدكتورة أمل صيام، مديرة مركز شؤون المرأة في غزة، والتي قدّمت مداخلة مؤثرة تناولت فيها الانعكاسات الكارثية للمجاعة والحصار على النساء، وخاصة الأمهات، مشيرة إلى أن نقاط المساعدات الإنسانية التي تدار من قبل الاحتلال الإسرائيلي هي نقاط موجودة في العراء دون أي احترام لمقومات الكرامة الإنسانية ومعايير العمل الإنساني، وهي نقاط للإعدامات والموت، كما  أشارت إلى أن مؤسسة غزة الإنسانية تخصص يوما للنساء وتقوم بقتلهن عندما يقتربن من المساعدات. 
 
يؤكد مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي أن التجويع المفتعل في قطاع غزة، والذي يُمارَس بفعلٍ متعمد من قبل الاحتلال الاسرائيلي، يُعدّ حالة غير مسبوقة في العصر الحديث. ويحمّل المركز "مؤسسة غزة الإنسانية" المدارة من قبل للاحتلال الإسرائيلي مسؤولية ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد المدنيين تُعدّ من بين الأشد قسوة ووحشية، حيث تدفع النساء والأطفال الثمن الأكبر نتيجة النقص الحاد في الغذاء والخدمات الصحية الأساسية.

ويشدّد المركز على ضرورة تكثيف الجهود الدولية والضغط السياسي والقانوني المستمر لإنهاء هذا الحصار الجائر، وضمان وصول المساعدات الإنسانية العاجلة التي تحمي أرواح المدنيين، كما يؤكد المركز على أن المساءلة والمحاسبة الجادة لدولة الاحتلال على هذه الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب هي خطوة أساسية لتحقيق العدالة، وردع مثل هذه السياسات الإجرامية في المستقبل.