مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي يُطالب بمساءلة دولة الاحتلال ومعاقبتها على جريمـة اغتيال الصحافية شيرين أبو عاقلة

  • الرئيسية
  • الأخبار
12 مايو 2022

يُدين مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي عملية الاغتيال التي تعرضت لها الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس الاربعاء في مخيم جنين. ويدعو المركز كل الهيئات والمنظمات إلى ممارسة دورها في محاسبة ومساءلة مرتكبي هذا الفعل وتقديمهم إلى العدالة.

لقد جاءت عملية الاغتيال التي تعرضت لها الصحفية شيرين أبو عاقلة لتقدم المزيد من الإثباتات والشواهد الحية على حجم وطبيعة الانتهاكات التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني عموماً والنساء الفلسطينيات بشكل خاص من قبل جيش الاحتلال ومستوطنيه، والتي طالما رصدها المركز ووثّقها على مدار سنوات طويلة في عموم الأراضي الفلسطينية.

لقد أثبتت تجربة الرصد الطويلة لهذه الانتهاكات الاحتلالية أنها لم تكن مجرد أحداث متفرقة ومنفصلة، بل هي عملية مُبرمجة ومُمنهجة يُمارسها الاحتلال ضارباً كل المواثيق والمعاهدات الدولية والإنسانية بعرض الحائط، وبصورة تخالف القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

إنّ سياسة الحصار والإغلاق ونهب الأرض والتوسّع الاستيطاني وقتل المدنيين وهدم البيوت والممتلكات العامة والخاصة وسياسة الاعتقال وتوفير الغطاء والحماية لاعتداءات المستوطنين وقمع المظاهرات والتحركات السلمية وتشريد السكان  وغيرها من السياسيات طالت كل فئات وشرائح شعبنا الفلسطيني، ولم تسلم منها النساء الفلسطينيات قتلاً وجرحاً واعتقالاً وتشريداً مُنتهكة بذلك جميع الحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها من الحقوق التي نصّت عليها المعاهدات والمواثيق الدولية، وتعرضت النساء لأشد وأقسى الأضرار نتيجة هذه الانتهاكات.

 وتأتي جريمة اليوم بحق الصحافية شيرين أبو عاقلة لتُثبت الطبيعة العدوانية، والمدى الذي يمكن لانتهاكات الاحتلال لحقوق النساء الفلسطينيات أن تصل إليه، وهي حدود الاغتيال المتعمد والمقصود وبصورة مباشرة. حيث استُهدفت وهي تقوم بعملها الصحافي كصحافية أولاً وكامرأة فلسطينية ثانياً، إنّ عملية الاغتيال بهذا الأسلوب تُشير إلى أنّ سلطات الاحتلال تتعمّد إخفاء حقيقة انتهاكاتها وسياساتها التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين عن أرضهم.

 ونحن نُودّع اليوم الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة فإننا نُودّع امرأة فلسطينية شقّت طريقها الطويلة في هذه المهنة وأثبتت قدرة النساء الفلسطينيات على التقدّم والإنجاز واحتلال مراكز مرموقة حتى في هذه المهنة المعروفة بأنها "مهنة المتاعب"، وتمكنت عبر سنوات طويلة من العمل الصحفي والمجتمعي من تجسيد صورة المرأة الفلسطينية المثابرة والمناضلة التي لم تتوانى عن تقدم الصفوف رصداً وبحثاً عن الحقيقة بصورة مهنية أثارت الحب والإعجاب بين أبناء شعبها، بل في كل أنحاء العالم، وقادتها إلى النجومية.

إنّنا نرفع صوتنا عالياً ونتوجّه إلى كل الهيئات والمؤسسات والشعوب لتفعيل كل آليات الضغط على دولة  الاحتلال لحملها إلى الكف عن ممارستها تجاه نساء فلسطين خاصة والمجتمع الفلسطيني عامة، والمطالبة بلجنة تحقيق دولية ومحايدة للوقوف على حيثيات  هذا الاغتيال الغاشم، لمساءلة ومحاسبة جيش الاحتلال وقادته على جرائمه بحق شعبنا، واتخاذ سلسلة من المواقف العملية والعقوبات التي تتناسب مع حجم ومدى جرائمهم لتشكل ردعاً للاحتلال وجيشه ومستوطنيه عن الاستمرار في هذه الممارسات والانتهاكات العدوانية ولجمها، وإنهاء هذا الاحتلال الحربي طويل الأمد ليتمكن شعبنا من تقرير مصيره وبناء دولته الفلسطينية المستقلة.

المجد والخلود لروح الشهيدة الصحافيـــة شيرين أبو عاقلة

وكل شهداء شعبنـــــــــــا

لتتوقف انتهاكات الاحتلال لحقوق شعبنا بكل فئاته وشرائحـــه